كتابة :
آخر تحديث: 15/03/2023

أسباب ظهور ظاهرة التسول وأنواعها وطرق علاجها

ظاهرة التسول من أخطر الظواهر التي تهدد أمن واستقرار المجتمع، حيث أنها تدل على تأخير وتخلف الدولة، كما أنها تدل أيضاً على وجود مشاكل اجتماعية واقتصادية في الدولة، يمكن تعريف ظاهرة التسول على أنه ممارسة أساليب وادعاء مشاكل واحتياجات غير حقيقية لإثارة عواطف الأشخاص لكي يقومون بدفع المال أو إعطاء ملابس أو طعام، وفيما يلي في موقعكم مفاهيم نتعرف على ظاهرة التسول أسبابها وعلاجها، تابعونا.
أسباب ظهور ظاهرة التسول وأنواعها وطرق علاجها

أسباب حدوث ظاهرة التسول

"يتساءل الناس دائماً ما هي أسباب لجوء الناس إلى التسول وتركهم للعمل؟"، كما يوجد للتسول أسباب كثيرة، منها أسباب اجتماعية وأسباب نفسية، وتتمثل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التسول فيما يلي:

  1. شعور الإنسان بالكسل وتفضيله للراحة عن السعي، حيث يجد المتسول أن جلب المال بواسطة التسول يأتي بسهولة وبدون مجهود ولا بذل طاقة، وذلك يحدث لعدم الوعي والإدراك أن السعي لجلب الرزق يُعد عبادة من ضمن العبادات.
  2. عدم وضع الإنسان ثقته الكاملة في الله عز وجل بأنه سيعطيه رزقه على قدر عمله.
  3. انتشار الفقر بين أفراد المجتمع مما أدى إلى جعل الناس يبحثون عن أي طريق لجلب الأموال، والتسول من أسهل الطرق حيث لا يتطلب أي مجهود.
  4. عدم توفير فرص العمل للشباب وهذا يؤدي إلى ظهور البطالة وارتفاع نسبتها في المجتمع.
  5. شعور الناس بالظلم وعدم وجود عدالة اجتماعية بين أفراد المجتمع، وذلك يدفعهم لأخذ الأموال من الناس عن طريق التسول لإرضاء غرورهم وشعورهم بأنهم بذلك يأخذون حقوقهم من المجتمع.
  6. التفكك الأسري وانفصال الأبوين عامل قوي جداً في تشرد الأطفال واتجاههم لممارسة التسول، كما أن هذا الانفصال يؤدي إلى قلة تربية الأطفال بالإضافة إلى عدم الاهتمام بهم وباحتياجاتهم وفقدان الثقة بأنفسهم. لذلك يقومون باستعطاف الناس من خلال البكاء وإظهار مشاكلهم النفسية مما يُثير الشفقة لدى الأشخاص ثم يقومون بإعطائهم الأموال ليسدوا حاجاتهم.
  7. تدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع والتي تنتج عن الحروب التي تحدث بين البلاد والتي تؤدي إلى سوء الأوضاع الأمنية والرغبة في إيجاد الأموال سواء من طريق حلال وشرعي أم من طريق مخالف ولا يرضاه الدين والمجتمع.
  8. الحاجة للأموال لشراء المخدرات وليس لسد احتياجاته (المشرب أوالمأكل).
  9. رغم نهي الدعاة وعلماء الدين من إعطاء الأموال للمتسولين إلا أن الناس ينخدعون بهم ويظنون أنهم في أشد الحاجة للأموال، وذلك يدفع المتسولين لزيادة التسول لسهولة جمع الأموال من وراء ممارسة هذه الادعاءات الكاذبة.

أنواع التسول

يوجد أنواع عديدة من التسول ويُمكن تصنيفه فيما يلي:

التسول المباشر

  • يقوم فيها الشخص المتسول بارتداء ملابس تدل على عدم امتلاكه للمال أو إذا كان من ذوى الاحتياجات الخاصة فإنه يقوم بإظهار ما لديه لاستعطاف الآخرين أو عن طريق ادعاء الأمراض، ثم يقوم بطلب المال مباشرةً.

التسول الغير مباشر

  • يقوم المتسول بعرض وتقديم خدمات للأشخاص مثل (بيع المناديل وتنظيف الزجاج الخاص بالسيارات) مقابل أخذ المال.

التسول الإجباري

  • هذا النوع من التسول يكون فيه قائد مثل مدير العمل والموظفين، يقوم فيه مدير العمل بتوزيع العمل علي الموظفين ويكون العمل إجبارياً (الموظفين يمكن أن يكون أطفال لأنهم يقومون بإخراج العاطفة من الأشخاص).

التسول الاختياري

  • يقوم المتسول بممارسة أي شكل من أشكال التسول التي يريدها، أي أنه غير مجبر على ممارسة نوع محدد.

التسول الموسمي

  • هو الذي يحدث في أيام محددة مثل المناسبات والأعياد.

التسول العارض

  • هو الذي يحدث للحاجة إلى الأموال في ظروف خاصة، مثل ضياع الأموال، وعند قضاء الحاجة يتوقف الشخص عن التسول.

تسول الشخص القادر

  • يقوم به الشخص الذي يوجد لديه طاقة، القادر على العمل، الذي يستطيع أن يمارس أي نشاط لجلب المال ولكنه يذهب إلى أسهل طريق وهو التسول.

تسول الغير قادر

  • يقوم به الشخص الذي الغير قادر على العمل ولا يستطيع ممارسة أي نشاط لجلب المال ويكون ذلك بسبب ظروف صحية.

تسول الجانح

  • يقوم به المتسول بطلب المال من المارة وعندما يرفضون يقوم باعتراض طريقهم والتعدي عليهم وإجبارهم على إعطاءه المال، وقد يصحب ذلك أعمال إجرامية كالسرقة بالإكراه وقد تصل إلى القتل.

أشكال ظاهرة التسول

يقوم المتسول بإتقان التمثيل على أفراد المجتمع ليستعطفهم لكي يأخذ منهم المال، ولهذا التمثيل العديد من الأشكال كما يلي:

  • يقوم المتسول بتمثيل أنه ضل الطريق أو أنه فقد أمواله ولا يستطيع الرجوع إلى مكان سكنه.
  • يقوم بعض المتسولون باستخدام أدوات التجميل لإحداث حروق أو تشوهات جسدية لإثارة العواطف لدى الأشخاص الذين يرونه.
  • ادعاء المتسول أنه فاعل خير ويقوم بجمع تبرعات لبناء مستشفيات ومدارس ومساجد.
  • يقوم المتسول بعمل حركات جسدية غير مفهومة تجعل الناس يظنون أنه يعاني من مرض عقلي فيشفقون عليه.
  • يقوم المتسول بأخذ طفل يعاني من إعاقة جسدية إلى مكان يوجد به ناس كثيرة، مثل الميادين والأسواق ومحطات المترو وغيرهم من الأماكن.
  • يقوم المتسول بأخذ طفل من أسرته مقابل دفع مقابل مادي شهرياً، ثم يقوم بتسوله ليقوم بجمع المال عن طريق استخدام أطراف صناعية لكي يشعر الناس أنه طفل يحتاج إلى المال.
  • يقوم المتسول بتمثيل أنه يريد المال لكي يقوم بشراء الأدوية التي تعالجه من حادثةٍ ما أو أنه يحتاج المال لدفع فواتير المياه والكهرباء.
  • يقوم المتسول بالجلوس أمام الأماكن الدينية لأنه يعرف أن جميع الأديان حثت على إنفاق الأموال على الفقراء.

عقوبات التسول

تزامن مع انتشار ظاهرة التسول في البلاد وتأثيرها السلبي على المجتمع وعجلة الاقتصاد، لجأت الحكومات إلى سن قوانين رادعة للحد من هذه الظاهرة، ووضع قيود الممارسة، ومن هذه العقوبات ما يلي:

  • التعرض للحبس لمدة تتراوح من شهر حتي ثلاث شهور، لمن يتسول بطريقة مؤذية أو يقوم بعمل عاهات وجروح جسدية مختلقة من أجل التسول.
  • التعرض للحبس لمن يستغل الأطفال في التسول، دون سن 15 عام.
  • التعرض للعقوبة قد تصل لسنة لمن يعاود ممارسة مهنة التسول بعد وقفه.
  • حملات مكثفة تقوم بها الحكومات لملاحقة المتسولين في كل مكان في الشوارع وخاصة الأماكن السياحية.

كيفية علاج ظاهرة التسول؟

تُجاهد الدولة في وضع كثير من الخطط للقضاء على التسول عن طريق عدة خطوات، وتتمثل الخطوات فيما يلي:

الخطوة الأولى

  • وهي أن تقوم الدولة بدراسة الحالات الاجتماعية لأفراد المجتمع ومعرفة الأسباب التي تقود كلٍ منهم للتسول بدلاً من العمل.

الخطوة الثانية

  • تنمية وعي أفراد المجتمع عن طريق وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي (عبر الإنترنت) وعمل ورشات للتحدث عن أهمية القضاء عن ظاهرة التسول ومخاطرها على المجتمع.

الخطوة الثالثة

  • العمل علي انتشار المراكز الخاصة بمكافحة ظاهرة التلوث في جميع أنحاء الدولة.

الخطوة الرابعة

  • وضع قوانين صارمة لمنع الأشخاص من استخدام الأطفال في أعمال التسول كما يجب تحقيق العقوبة على المؤسسات التي تستغل الأشخاص المتسولون لتحقيق المكاسب من جمع الأموال.

الخطوة الخامسة

  • القبض على المتسولين وعدم التهاون معهم.

الخطوة السادسة

  • أن يتكافل المجتمع معاً للقضاء على حاجة الأفراد الفقراء للمال التي تدفعهم للتسول بواسطة تقديم التبرعات للمساجد وللمؤسسات وللجمعيات الخيرية وإخراج الزكاة للأشخاص المحتاجين.

الخطوة السابعة

  • زرع شعور السعي لجلب الرزق داخل أفراد المجتمع، وتشجيعهم للبحث عن مصادر للرزق وجلب المال.

الخطوة الثامنة

  • أن تقوم الدولة بتوفير فرص العمل للشباب وأن تكون المرتبات مناسبة لمستوى معيشة الدولة لكي لا يضطر للجوء إلى مصادر أخرى لجلب الأموال.

الخطوة التاسعة

  • توفير دور لرعاية الأطفال وحمايتهم من الشارع وتوفير احتياجاتهم من تعليم ومسكن وملبس ومأكل ومشرب، لكي لا يقوم بسد احتياجاتهم عن طريق ممارسة التسول.

الخطوة العاشرة

  • البحث الجيد عن الأسر التي تكون في حاجة شديدة للمال وسد احتياجاتهم، وهذه المهمة من ضمن مهام المؤسسات والجمعيات الخيرية.
يجب علينا معرفة أسباب حدوث ظاهرة التسول وأنواعها وأشكالها وكيفية علاجها والقضاء عليها، حتى نستطيع إن نعمل على تطوير المجتمع والتخلص من أكاله السلبية التي تؤثر على مظهره ووجوده وقدره وسط باقي المجتمعات والدول المتقدمة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ